المكتب الهندسي : دور التصميم في وقاية المنشآت من برد الشتاء




دور التصميم في وقاية المنشآت من برد الشتاء

إن تصميم البناء لمقاومة برد الشتاء يستدعي أخذ الموقع الجغرافي وطوبوغرافية وطبيعة أشغال البناء بعين الاعتبار، من حيث اتجاهات الريح السائدة وشدة هطول الأمطار والثلوج ونحو ذلك،
كما يستدعي أن يتم تصميم البناء لاكتساب أكبر طاقة شمسية ممكنة في فصل الشتاء وحجبها عن البيت في فصل الصيف فكيف يتم ذلك؟ إن إنشاء المظلات المناسبة لتغطية الفتحات الخارجية المعرضة لأشعة الشمس يسمح بدخول أشعة الشمس في فصل الشتاء وبحجبها في فصل الصيف، وهذا يعتمد على زاوية الشمس وعلى مقدار بروز المظلة وسماكة الحائط وارتفاع الفتحة الخارجية نسبة لارتفاع المنزل ومساحتها.‏
فإذا جعلنا الفتحة الخارجية تبدأ عند منسوب منخفض، فإننا نسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى مساحة أكبر داخل فناء المنزل، ولكن إذا جعلنا الفتحة الخارجية ترتفع لتقترب من السقف أكثر، فإننا سوف نزيد المساحة الداخلية المعرضة لأشعة الشمس زيادة أعظم بحيث نصل إلى أبعاد داخلية أكبر. وهنا أيضاً تدخل نوعية البلاط وسماكته ولونه في الاعتبارات الحرارية.‏
ولكننا مطالبون أيضاً بتحقيق التوازن بين الصيف والشتاء، وهنا تكمن براعة المصمم في إنجاز ذلك، كذلك تكمن براعة المصمم في اختيار أنواع مواد البناء الملائمة وألوانها بحيث نستطيع اختزان أكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية وفي الوقت نفسه تستطيع بثّها في الليل عندما تغيب الشمس إلى أعلى لتشع الدفء في المنزل.‏
وطبيعة المواد المستخدمة في إغلاق الفتحات الخارجية مسألة مهمة أيضاً، من حيث أنواعها وألوانها وسماكاتها، فضلاً عن طبيعة مواد البناء الإنشائية المستخدمة في بناء الجدران وتلك المستخدمة في صناعة الأباجورات وطبيعة مواد البناء المستخدمة في الأسقف، كذلك فإن طبيعة تصميم السطوح وما يوجد عليها من عناصر، كالتصوينة وبيت الدرج وتنكات الماء وما إلى ذلك تؤدي دوراً مهماً في التحكم بالحرارة صيفاً وشتاءً.‏
إن نوع الزجاج ولونه وقدرته على حجب أشعة الشمس وسماكته وعدد طبقاته ونوع الإطار وحركة الدرف المتحركة كلها عوامل تساهم في رفع كفاءة الفتحات الخارجية لمواجهة برد الشتاء . ثم إن موقع الزجاج عند الفتحة مهم، إذ يساهم قربه أو بعده من السطح الخارجي للجدران في تحديد شدة سقوط أشعة الشمس عليه.‏
وتقوم المناطق الواقعة بين الدرفة المتحركة واطار الفتحة الخارجية بتسريب أكبر كمية من الهواء إلى داخل المنزل، لذلك فإن اختيار النوافذ والأبواب المناسبة يؤدي دوراً مهماً في التقليل من كمية الهواء المتسللة إلى الداخل. ومن المعلوم أن الدرف المحكمة الإغلاق بالمطاط أفضل من الدرف السحاب في هذه الأحوال. وقد شرع البعض في تركيب نوافذ مغلقة تماماً في بعض الأبنية والاعتماد على التهوية الميكانيكية. وهي أنسب الحلول لمن يجد إليها سبيلاً.‏
إن تصميم الأباجورات مهم كذلك، فالصناديق التقليدية تسمح للهواء البارد البقاء بالدخول كيفما اتفق إلى فناء المنزل الداخلي لذلك يمكن اللجوء إلى عزل هذه الصناديق وإحكام إغلاقها وتركيب شريط لمنع دخول الهواء. ولكن هذه الإجراءات غالباً ما تكون صعبة، لذا يمكن اللجوء إلى استخدام فتحات الأباجورات المقلوبة إلى الخارج لمنع أي تسرب للهواء إلى الداخل.‏
وأخيراً فإن طبيعة المواد العازلة للحرارة المستخدمة في الجدران والسقوف هي التي توفر الحسم في مسألة تحسين كفاءة العناصر الخارجية ومقاومتها لهروب الحرارة إلى الخارج في فصل الشتاء أو لدخولها في فصل الصيف، فلا يمكن أن تتحقق كفاءة عالية في العزل الحراري إلا باستخدام مواد عزل حرارية، وذلك مهما طورنا على النوافذ أو الأبواب والأباجورات، ونقصد بذلك مواد مثل الصوف الصخري والبولسترين والبيرليت والرغوات الخفيفة بأنواعها وغيرها من المواد المتاحة في الحقول كالقش وأجزاء صناديق البولسترين المكسورة ونحو ذلك، فمن دون عزل الأبنية جيداً فإن وسائل التدفئة المتنوعة ستظل تعمل ولم نحقق الغرض المنشود منها، ألا وهو راحة السكان حرارياً ونفسياً وصحياً وتحقيق مبدأ استدامة الأبنية.‏

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *